فتح العرب المسلمون صقلية في عام 872 م ومكثوا فيها أكثر من 250 عاما عاشتها الجزيرة عربية مسلمة تنعم بازدهار ورخاء. فأصبحت باليرمو مدينة كبيرة وجميلة بلغ تعداد سكانها حوالي 300 ألف نسمة وأصبحت مركزا تجاريا نظرا لموقعها المتميز بين حوض البحر المتوسط الشرقي والغربي. فكانت بها أسواق واسعة يؤمها التجار من جميع الجهات يتبادلون فيها السلع التي يجلبونها من افريقيا والهند وسومرطة وجزر الهند الشرقية وبلاد الشام ومصر. وكان بها حوانيت لصناعة الأسلحة والحياكة وغيرها من الحرف الكثيرة وقد شيدت في المدينة مساجد وقصور فخمة وأقيمت في ضواحيها الدور الفاخرة للأثرياء وازدهرت في صقلية الحضارة وساد الأمن وعمّ الرخاء.
الزراعة والصناعة:
كان للمسلمين أثر بارز في تقديم الزراعة ففي جزيرة صقلية وفي الأندلس قامو بأعمال هامة للري أدت الى خصب كثير من الأراضي المجدبة وقد أدخلو في صقلية مزروعات جديدة كالبرتقال والقطن والتوت وقصب السكر والنخيل وأدخلو الى البلاد المفتوحة صناعات جديدة عليها وقد خرجت من دمشق منسوجات تسمى الدمسق نسبة الى المدينة وكان التهافت عليها كبيرا في الأسواق لما في تصميمها من جدة وجمال.وكما ركز المسلمون على صناعة أدوات الترف كالزهريات والصحاف وعلي الحلي وغيرها المصنوعة من الفضة المطعمة فهذا هو المسلم الذي يتقن عمله