تستعد المدن والبلدات السورية لمظاهرات حاشدة في يوم جمعة جديد أطلق عليه الناشطون "لن نركع إلا لله" وتأتي هذه المظاهرات مع تزايد أعداد القتلى بعد سقوط اثنين برصاص الأمن فجر الجمعة وارتفاع عدد قتلى الخميس إلى 24 شخصا، مع استمرار محاصرة وقصف بعض المدن والقرى.
وقال الناشطون الذين دعوا إلى التظاهر على صفحات "الثورة السورية" على موقع الفيسبوك للتواصل الاجتماعي إن اختيار شعار "لن نركع إلا لله" عنوانا لجمعة احتجاجاتهم ضد حكم الرئيس بشار الأسد جاء "تأكيدا على جوهر تحركهم المتمثل بالكرامة والحرية".
وقبيل انطلاق مظاهرات الجمعة، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان لوكالة الصحافة الفرنسية، إن قوات الأمن السورية قتلت فجر اليوم رجلا كان يحاول الفرار خوفا من اعتقاله بعد اقتحام مدينة سقبا بريف دمشق في إطار حملة مداهمات واعتقالات تشنها في المدينة، وأضاف المرصد أن الرجل "وجدت على جسده آثار طعن بحربة البارودة".
كما أفاد المرصد مقتل امرأة في بلدة خان شيخون بمحافظة إدلب، وذكر أن "قوة من الجيش (قوامها) عشرات المدرعات بين دبابة وناقلات جند اقتحمت بلدة خان شيخون ويسمع إطلاق رصاص كثيف" مشيرا إلى "سقوط قتيلة".
المظاهرات الليلية بعد صلاة التراويح مستمرة بسوريا
مظاهرات وقتلى
في غضون ذلك، تواصلت المظاهرات الليلية بعد صلاة التراويح في عدد من المدن والقرى السورية للتنديد بممارسات النظام والمطالبة بإسقاطه.
في هذه الأثناء قال "اتحاد تنسيقيات الثورة السورية" إن إطلاق نار كثيفا ودوي انفجارات سمع في محيط الأمن السياسي ومنطقة حطلة في دير الزور وعدد من الأحياء والبلدات، فضلا عن استهداف لمنازل النشطاء أثناء حملة المداهمات والاعتقالات.
وتأتي هذه التطورات بعد خميس دام شهد اقتحامات وقصفا ومحاصرة لعدد من المدن والقرى السورية سقط خلاله 24 قتيلا، وفق بيان "اتحاد التنسيقيات" الذي حصلت الجزيرة نت على نسخة منه.
فقد قتلت القوت السورية 13 شخصا على الأقل وأصابت نحو 40 آخرين عندما اقتحمت قوات تدعمها الدبابات بلدة القصير بمحافظة حمص، وقال شهود للجزيرة نت إن العديد من سكان البلدة القريبة من الحدود مع لبنان فروا إلى الحقول المجاورة، وإن الاتصالات والكهرباء قطعت عنها.
وفي مدينة حمص وسط البلاد قتل خمسة متظاهرين في حي البياضة وطفل في حي كرم الزيتون، وسقط قتيل واحد في حي الوعر. وقد أظهرت صور بثها ناشطون على الإنترنت اقتحام قوات الجيش بيوتا في منطقة الحولة في حمص وإطلاق الرصاص على المنازل.
وفي مدينة اللاذقية الساحلية سقط قتيل واحد، وفي الحسكة بشمال شرق البلاد لقيت امرأة مسنة مصرعها نتيجة تعرضها للضرب من قبل قوات الأمن لمنعها اعتقال ابنها.
وفي دير الزور قال اتحاد تنسيقيات الثورة السورية إن متظاهرا أعدم ميدانيا بعد تقييده في ساحة عامة في المدينة. وفي داريا قتلت قوات الأمن مجندا عسكريا بعد أن رفض إطلاق النار على المتظاهرين.
وقالت مصادر في الأمم المتحدة إن عدد القتلى من المدنيين جراء قمع الاحتجاجات بلغ حوالي 2000 قتيل