هيمنت الفضيحة التي لعب دور البطولة فيها إيرنان داريو جوميز المدير الفني السابق للمنتخب الكولومبي لكرة القدم بالاعتداء على سيدة ، على وسائل الإعلام في البلد اللاتيني خلال اليومين الماضيين ، حيث تساءلت عما إذا كان خليفته المنتظر أجنبيا أم وطنيا ، في وقت ظهرت فيه بعض بادرات الدعم للمدرب.
وبدا كما لو أن السماء قد وقعت فوق رأس جوميز يوم الاثنين الماضي ، عندما عرف أنه اعتدى في اليوم السابق على سيدة كان قد تناول معها الخمر بإحدى حانات بوجوتا. وتم الاعتداء في الشارع أمام ناظري العديد من المارة الذين حاول بعضهم مهاجمة المدرب من أجل الدفاع عن رفيقته.
وانتشرت الفضيحة على الشبكات الاجتماعية وفي وسائل الإعلام. وزادت الضغوط على جوميز حتى أنه تقدم باستقالته الثلاثاء إلى الاتحاد الكولومبي لكرة القدم ، الذي فوجئ مسئولوه بهذا الوضع الذي يحدث وسط استضافة البلاد لبطولة كأس العالم للشباب تحت 20 عاما.
وأدلى جوميز ، "المختبئ" في منزله بمدينة ميديين ، بأول تصريحات له أول أمس الأربعاء حيث قال إنه "محطم".
وقال مدرب كولومبيا "إنني أتحمل تبعات كل أفعالي. أعرف أنني ارتكبت خطأ فادحا ، وأنني الآن أدفع ثمنه. لقد أخطأت ، نعم لقد أخطأت. لقد ثملت وأخطأت ، لكنني أشعر بأنني تعرضت لهجوم شرس ، لقد عاملوني أسوأ مما لو كنت قاتلا أو مجرما أو رجل عصابات".
وقالت صحيفة "التييمبو" التي تصدر بالعاصمة أنه أضاف وهو يبكي "لقد قتلوني ، إنني ميت ، إنني محطم. لقد قضوا علي. أعرف أنني أخطأت وأعرف أن على المرء تحمل تبعات تصرفاته ، كما أفعل الآن".
وانتقد لويس بيدويا رئيس الاتحاد الكولومبي لكرة القدم تصرف المدرب ، رغم أنه عزاه بادئ الأمر إلى مسائل تتعلق بحياته الشخصية.
ورغم أن جوميز أصدر بيانا يعتذر فيه ، زادت موجة الانتقاد الشعبي وتعالت الأصوات المطالبة باستقالته بين صحفيين وبرلمانيين ومسئولين بمنظمات نسوية ومواطنين عاديين من خلال اتصالات هاتفية مع محطات إذاعية.
وبات وضع جوميز لا يطاق الثلاثاء ، بعد إعلان شركة "بافاريا" للجعة التي تتولى منذ سنوات رعاية المنتخبات الوطنية الكولومبية ، رفضها استمرار المدرب.
وبدأت اللجنة التنفيذية للاتحاد الكولومبي اعتبارا من أمس دراسة الوضع ، في الوقت الذي تداولت فيه الصحف عدة أسماء محتملة لخلافة المدرب ، من بينها الأرجنتيني خيراردو مارتينو المستقيل مؤخرا من تدريب باراجواي ، وليونيل ألفاريز مساعد جوميز ، وإدواردو لارا مدرب منتخب الشباب تحت 20 عاما.
لكن وسط الانتقادات ، ظهرت أصوات مؤيدة ، من بينها لاعب وسط فالينسيان الفرنسي كارلوس ألبرتو سانشيز ، أحد أفراد المنتخب الذي شارك مؤخرا في بطولة كوبا أمريكا بالأرجنتين.
وقال سانشيز في تصريحات تليفزيونية إن نبأ الاستقالة "نزل كالصاعقة" على لاعبي كولومبيا المحترفين في أوروبا ، الذين قاموا بالاتصال بزملائهم المحليين من أجل معرفة ما يحدث.
وقد تتحول هذه الاتصالات بين اللاعبين إلى رسالة تأييد لجوميز توجه إلى الاتحاد ، كوسيلة للضغط على اللجنة التنفيذية كي لا تقبل الاستقالة.
وقال سانشيز "شخصيا أود أن يبقى المدرب واللاعبون الذين تحدثت إليهم يشاركونني الرأي. لسنا متفقين مع ما فعل ، لكن الأمور المهنية لا علاقة لها بذلك على الإطلاق. هذا ليس له علاقة بذلك نهائيا".
بدوره ، قال ألفارو جونزاليز عضو اللجنة التنفيذية بالاتحاد إنه لم يصل إليه إلى الآن أي تقرير رسمي حول الواقعة ، مطالبا بالتفريق بين الأمور المهنية والخاصة للمدير الفني.
وقال جونزاليز "يبدو لي ذلك خطأ كبيرا ، لكنها لو كانت مشكلات شخصية فتلك حياته الخاصة ، ولو كانت الأمور كذلك سأحارب حتى اللحظة الأخيرة كي يبقى جوميز".