سقط اليوم الثلاثاء عشرات القتلى والجرحى من الثوار الليبيين في قتال عنيف مع كتائب العقيد معمر القذافي حول مصراتة لكنهم أحرزوا مع ذلك تقدما ميدانيا, كما حدثت اشتباكات في الجبل الغربي حيث تعتزم قوات المعارضة شن هجوم للاقتراب أكثر من العاصمة طرابلس.
وقالت مصادر طبية في مستشفى الحكمة في مصراتة (200 كيلومتر شرقي طرابلس) إن 11 من الثوار قتلوا وأصيب 46 آخرون بجروح متفاوتة.
ونقلت وكالة رويترز عن مصدر طبي أن مزيدا من الجرحى ربما نقلوا إلى مستشفيات أخرى في المدينة التي يسيطر الثوار عليها ضمن نطاق يقع على حدود مدينة تاورغاء شرقا وزليتن غربا.
قصف واشتباكات
وقال جمعة عبد السيد عضو لجنة إعلاميي مصراتة للجزيرة إن معارك قوية لا تزال مستمرة عند تخوم مصراتة شرقا وغربا, مشيرا إلى أن معظم القتلى سقطوا في الدافنية.
الثوار استولوا على معظم مدن الجبل
الغربي لكن القتال مستمر أسفل الجبل (الفرنسية-أرشيف)
وأكد عبد السيد أن الثوار تمكنوا في الجبهة الغربية من دحر الكتائب, وتمركزوا في منطقة سوق الثلاثاء المتاخمة لمدينة زليتن, كما نجحوا بالجبهة الشرقية في التقدم مسافة 15 كيلومترا باتجاه مدينة بني وليد الخاضعة لسيطرة الكتائب.
وأضاف أن الثوار تمكنوا من أسر عدد من جنود القذافي وقتلوا عددا آخر منهم.
وسقط معظم القتلى من الثوار حين قصفت كتائب القذافي مواقع للثوار في منطقة الدافنية (30 كيلومترا تقريبا غربي وسط المدينة) بصواريخ غراد الروسية ومدافع الهاون.
وكان قتال عنيف قد اندلع في الدافنية أمس وتواصل اليوم الثلاثاء وفق ما نقلته وكالة أسوشيتد برس عن الناشط فرج اقويدر. وكان الثوار قد صدوا فجر الاثنين هجوما للكتائب التي حاولت التقدم إلى المدينة تحت وابل من القصف الصاروخي والمدفعي، مما أدى إلى مقتل خمسة من الثوار.
وفي منطقة الجبل الغربي, قصفت كتائب القذافي عددا من المدن بالصواريخ موقعة أيضا ضحايا.
وقال عبد السلام عثمان عضو المجلس العسكري لجبل نفوسة إن تلك القوات قصفت بلدة ككلة التي تقع جنوب غرب طرابلس, وكان الثوار قد سيطروا عليها مؤخرا بعد قتال عنيف, مضيفا أن قصفا صاروخيا استهدف أيضا محيط مدينتي الزنتان ونالوت.
وأكد المصدر ذاته أن أربعة أشخاص قتلوا وجرح ثمانية في القتال الذي جرى قرب بلدة ككلة. وكان الثوار قد انسحبوا قبل أيام من منطقة بئر الغنم (50 كيلومترا جنوبي طرابلس) لكنهم أكدوا لاحقا أنهم يعدون لهجوم لاستعادة السيطرة على هذه المنطقة الإستراتيجية.
وحذر برنامج الغذاء العالمي اليوم من أن عشرات الآلاف من سكان جبل نفوسة معرضون لنقص المؤن إذ يعتمدون على ما يقدم لهم من مساعدات.
وفي الجبهة الشرقية, تحدثت مواقع للمعارضة الليبية عن اشتباكات بين أجدابيا والبريقة, وعن قمع أنصار القذافي لمحتجين خرجوا في سبها معقل العقيد الليبي في جنوب البلاد.
جانب من الأسلحة الخفيفة التي قال النظام الليبي إنها ضبطت في القاربين (الفرنسية)
لا أسلحة إضافية
على صعيد آخر, قالت فرنسا اليوم الثلاثاء إن الثوار في ليبيا لم يعودوا في حاجة إلى أسلحة إضافية لأنهم أصبحوا أكثر تنظيما من الناحيتين العسكرية والسياسية.
وأوضح وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغيه أن إلقاء السلاح بالمظلات إلى الثوار لم يعد ضروريا.
وكانت باريس قد أقرت مؤخرا بأنها ألقت أسلحة إلى ثوار الجبل الغربي لمنع قوات القذافي من اجتياح مدنهم. وقالت صحيفة لوفيغارو إن من بين تلك الأسلحة صواريخ مضادة للدبابات.
وكان النظام الليبي قد عرض أمس على الصحفيين نماذج من أسلحة خفيفة متنوعة وذخائر مختلفة تم ضبطها في قاربين على مقربة من شاطئ جنزور (30 كيلومترا غرب العاصمة) أثناء محاولة تهريبها إلى الثوار، حسب قوله.
وكشف المتحدث باسم النظام موسى إبراهيم للصحفيين -الذين تم نقلهم إلى ميناء الشعاب بطرابلس- عن بعض تفاصيل العملية, وقال إن جرافة تحمل علم تونس قامت بنقل الأسلحة إلى الزورقين المذكورين, مشيرا إلى اعتقال 11 شخصا على متن الزورقين.