أكّد صالح صويلح الأمين العام لاتحاد التجّار والحرفيين الجزائريين أمس، أن الارتفاع المسجّل في أسواق الخضر والفواكه التي بلغت من 2 إلى 3 بالمائة وذلك بالموازاة مع حلول شهر رمضان، ستعرف انخفاضا انطلاقا من الأسبوع الثاني منه، مشيرا إلى أن تجّار التجزئة هم المتسبّبين الأوائل في الإشكال باعتبار أن التجارة عندنا حرّة، لذا يجد التاجر نفسه متكيّفا مع السوق ومتطلّباته·
وأرجع صالح صويلح الأمين العام لاتحاد التجّار والحرفيين الجزائريين الغلاء المسجّل في أسعار الخضر والفواكه المعروضة مع أوائل أيّام رمضان إلى تجّار التجزئة الذين يجدون أنفسهم متكيّفين مع السوق، حيث يبيع اليوم بثمن ليغيّر في اليوم الموالي السعر كما يحلو له· كما يمكن لهذا الأخير اغتنام الفرصة في ذلك كلّما لاحظ ندرة في منتوج ما في ظلّ وجود تجارة حرّة في أسواقنا ـ يضيف صويلح في تصريح لـ (أخبار اليوم)، وبالتالي استحالة مراقبة الأسعار في ظلّ تماطل الجهات الوصية لأجل تسقيف الأسعار وتحديد هوامش الرّبح التي كانت من بين أكبر المطالب التي رفعها اتحاد التجّار منذ مدّة لصالح وزارة التجارة التي تأخّرت في إصدار المشروع الذي من شأنه تنظيم الأسواق الجزائرية، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن تجّار الجملة وبالرغم من الانتقادات الموجّهة إليهم غير أنهم الفئة الوحيدة التي تتقيّد بالتعاليم والقوانين ولا دخل لهم في الزّيادات التي تشهدها أسعار الخضر والفواكه·
كما أعاب صويلح من جهة أخرى على المواطن الذي اعتبره من ضمن أهمّ مؤسّسي معادلة ارتفاع الأسعار المعروضة في الأسواق كلّما حلّ موسم أو عيدو خاصّة عند قدوم كلّ شهر رمضان، داعيا إيّاه إلى ترشيد استهلاكه عن طريق اقتناء أهمّ المستلزمات والاستغناء عن الكماليات، خاصّة المعروضة بأسعار باهظة حتى تستقرّ أسعارها من جديد· أمّا بخصوص سؤال حول إن كان الإشكال سيستمرّ طيلة رمضان أم أنه ظرفي، طمأن صالح صويلح المواطن بعودة الأسعار إلى حال عهدها قبل حلول الشهر وذلك انطلاقا من الأسبوع الثاني من رمضان، على أن تستقرّ نهائيا قبيل نهايته، خاصّة وأن الفترة ستصاحبها اهتمام العائلات باقتناء ألبسة العيد وكافّة مستلزمات المناسبة·
من جهة أخرى، كانت (أخبار اليوم) قد قامت بجولة استطلاعية إلى بعض أسواق الخضر والفواكه خلال اليوم الأوّل من رمضان قصد الوقوف على حجم الزيادة التي اشتكى منها المواطن، فتمّ ملاحظة ذلك فعلا عن قرب، فكلّ الأسعار اِلتهبت في ظرف أقلّ من أسبوع، غير أن الكلّ يشتري رغم الغلاء· أسواق مكتظّة عن آخرها ووفرة غير مسبوقة، الكلّ تائه لكن الكلّ يتهافت ليضمن أن تكون مائدته الرّمضانية في اليوم الأوّل على الأقلّ متنوّعة وترضي كافّة أفراد العائلة· وقد أكّد العديد من المواطنين وحتى التجّار أنفسهم أن الأسعار قفزت في ظرف قصير بالموازاة مع حلول شهر رمضان، وتشير الألواح الموضوعة فوق صناديق الخضر إلى أن سعر الجزر ارتفع من 40 إلى 80 دينارا، أمّا سعر السلطة فقد وصل إلى 100 دنانير، البصل 40 دينارا، البطاطا التي كانت تباع بأقلّ من 30 دينارا قبل رمضان وصل سعرها في أوّل يوم منه من 50 إلى 60 دينارا، أمّا القرعة أو الكوسة التي تستعمل بشكل كبير في الموائد الرّمضانية، خاصّة في الشربة فوصل سعرها إلى 80 دينارا، والأمر نفسه سجّلناه في سعر الطماطم التي تعرض بـ 60 إلى 80 دينارا· هي الخضر التي تعتبر الرئيسية والمستعملة بكثرة دون ذكر الباذنجال غير المرغوب فيه في هذا الشهر، أمّا عن الفواكه فحدّث ولا حرج فقد ارتفعت أسعارها لتصل إلى السقف بالرغم من الوفرة التي يشهدها الموسم بأكمله· ليبقى التمر المنتوج الأكثر تعليقا في كامل الأفواه كون سعره تعدّى كافّة الخطوط الحمراء نتيجة العديد من العوامل التي تتلخّص في سوء تسيير القطاع أوّلا ثمّ إشكالية الوساطة والمضاربين في ظلّ انعدام رقابة من شأنها تنظيم هذه السوق، وحسب ما استوقفنا من أسعار في بعض الأسواق فقد وصل الكيلو غرام الواحد من التمر ذي النّوعية الجيّدة من 400 إلى 450 دينار·