دخلت دبابات الجيش السوري ميدان العاصي الرئيسي في قلب حماة وسط البلاد بعد قصف استمر ساعات وذلك في اليوم الرابع لعملية عسكرية بمدينة شهدت أكبر مظاهرات تنادي بإسقاط النظام، وتحدث نشطاء عن إقامة حواجز لمنع الأهالي من النزوح وانقطاع جميع الاتصالات عن المدينة. يأتي ذلك في وقت تواصل الدبابات حصار مدينة دير الزور في الشرق ومدن وبلدات أخرى في ظل استمرار المظاهرات التضامنية مع المدن المحاصرة وفي مقدمتها حماة.
ونقلت وكالة رويترز عن سكان في حماة دخول الدبابات قلب ميدان العاصي الذي كان مسرحا لأكبر مظاهرات في سوريا على مدى الآسابيع الماضية تجاوز تعداد المشاركين فيها نصف مليون وفق النشطاء. وأشار اتحاد تنسيقيات الثورة السورية إلى أن دبابات الجيش أحكمت السيطرة على جميع المداخل وقطعت الاتصالات بقطر أربعين كلم.
وذكر أحد السكان لرويترز -في اتصال من هاتف يعمل بالأقمار الاصطناعية من داخل المدينة- أن جميع الاتصالات الهواتف النقالة والأرضية قطعت، مشيرا إلى أن النظام يستخدم وسائل الإعلام للتركيز على محاكمة الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك حتى ينهي مهمته في حماة.
وطبقا لشهود عيان تركز القصف قبل دخول الدبابات على حي الحاضر -الذي دمر جزء كبير منه خلال حملة عسكرية عام 1982 عرفت لاحقا باسم مجزرة حماة-، إضافة إلى منطقة جنوب الملعب وحي المناخ الذي هدمت بعض منازله جراء القصف وفق ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مدير المركز السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن رامي عبد الرحمن.
كما شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من بعض أحياء حماة التي تعرضت للقصف، وفي هذا السياق قال اتحاد تنسيقيات الثورة السورية إن قذائف الدبابات استهدفت حي القصور ومنطقة جسر المزراب حيث شوهدت شقق سكنية تحترق هناك.
وطبقا لشهود عيان تناقلت وكالات دولية رواياتهم شوهدت الدبابات تتحرك من الجنوب إلى وسط حماة تصاحبها مجموعة من الوحدات منها المليشيا المعروفة باسم الشبيحة وقوات مشاة وقوات خاصة.
وكان مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان أشار في وقت سابق إلى أن أكثر من مائة دبابة وصلت من طريق حمص (وسط) وطريق خان شيخون (شمال غرب) إلى حماة بالإضافة إلى عشرات ناقلات الجند المدرعة.