أعلنت دمشق بدء سحب قوات الجيش من مدينة حماة، بعد أن كانت هذه القوات قد عاودت صباح اليوم قصف مدينة دير الزور التي تعرضت في اليوم السابق مع حماة ذاتها وإدلب وريف دمشق لحملات عسكرية وأمنية أوقعت عشرات القتلى بينهم أطفال, ويتوقع ناشطون أن تشمل مزيدا من المناطق.
وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم خلال اجتماعه بوفد من جنوب أفريقيا والبرازيل والهند، إن الجيش السوري بدأ الانسحاب من مدينة حماة بوسط البلاد. وقد أكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان من جانبه هذه المعلومات. وكانت قوات الجيش معززة بالدبابات دخلت المدينة منذ عشرة أيام لقمع حركة الاحتجاجات الشعبية فيها.
ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن المعلم قوله ان "وحدات من الجيش العربي السوري أعادت الأمن والإستقرار الى تلك المدن وبدأت صباح اليوم مغادرة حماة"، مشيرا إلى أن مراسلي وكالات الانباء ذهبوا لمشاهدة الوضع هناك.
ولم ترد تقارير من الصحفيين الذين يفترض ان السلطات السورية سمحت لهم بزيارة حماة حول عملية الانسحاب. يذكر أن هذه السلطات تمنع الصحفيين الأجانب من تغطية الأحداث في سوريا منذ بدئها قبل نحو خمسة أشهر.
وأكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان نبأ بدء الانسحاب العسكري من حماة، مشيرا من انقرة إلى أن السفير التركي لدى دمشق زار حماة وقال إن الدبابات تغادر المدينة.
قصف بدير الزور
ووردت هذه المعلومات بينما تواصل القوات السورية عملياتها في دير الزور جنوب البلاد، حيث قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمان لوكالة الصحافة الفرنسية إن دبابات وناقلات جند مدرعة جالت صباح اليوم في أحياء الشيخ ياسين والجبيلة والموظفين، وسط إطلاق لنيران الرشاشات الثقيلة وأصوات القذائف.
وكانت السلطات السورية قد أنكرت في وقت سابق أي اقتحام لدير الزور التي تقع شرق سوريا وتضم منشآت نفطية، لكن ناشطين نشروا تسجيلات تظهر انتشار الآليات المدرعة في المدينة, وتحدثوا عن انتشار ما لا يقل عن 200 دبابة وآلية هناك.
عمليات تتوسع
ويأتي تجدد القصف لأحياء في دير الزور -بينها الجبيلة والموظفين- غداة مقتل ما لا يقل عن 17 من السكان وجرح 50 آخرين بنيران القناصة والقذائف.
وقال مدير المرصد إن القصف الذي حدث صباح اليوم أثار مخاوف من عملية عسكرية جديدة في دير الزور التي شهدت قبل اقتحامها مظاهرات ضخمة مناوئة لنظام الرئيس بشار الأسد.
وجرت المظاهرات الرئيسية في ساحة الحرية التي باتت تنتشر فيها الدبابات وفقا للمرصد.
وأفادت مصادر للجزيرة أن القوات السورية بدأت صباح اليوم حملة دهم واعتقال في مدينة دير الزور التي كانت إحدى مدن وبلدات كثيرة تعرضت أمس لعمليات اقتحام متزامنة أوقعت أكثر من ثلاثين قتيلا في صفوف المدنيين, فضلا عن مئات المعتقلين.
فقد شملت العمليات العسكرية والأمنية بلدتي بنّش وسربين في محافظة إدلب شمال البلاد, وبلدة طيبة الإمام التي تبعد خمسة كيلومترات عن مدينة حماة المحاصرة, وبدات في محافظة ريف دمشق.
وقال المرصد الحقوقي إن قوات كبيرة من الجيش اقتحمت بلدات زملكا وعربين وحورية بريف دمشق وسط إطلاق نار كثيف.
وأوضح أن القوات المقتحمة صادرت الدراجات النارية التي استخدمها المتظاهرون على نطاق واسع في بداية الاحتجاجات التي انطلقت منتصف مارس/آذار الماضي.
وتحدث ناشطون في مواقع المعارضة عن اقتحام قوات عسكرية فجر اليوم لمدينة سراقب بريف دمشق أيضا. وكانت عملية عسكرية قد استهدفت قبل أيام منطقة الحولة بريف حمص, وأوقعت عشرات القتلى بين المدنيين.
وفي محيط حمص أيضا, عززت القوات السورية أمس انتشارها حول مدينة الرستن -التي شهدت في الأيام الماضية مظاهرات ليلية كبيرة- تمهيدا لاقتحامها وفقا