الموضع الثالث [ قصة قراءته صلى الله عليه وسلمسورة النجم ، بحضرتهم ] :
فلما بلغ : { أفرءيتم اللات والعزى } ألقى الشيطان في تلاوته : تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى ، فظنوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قاله ، ففرحوا بذلك فرحاً شديداً ، وقالوا كلاماً - معناه :- هذا الذي نريد ، ونحن نعرف أن الله سبحانه هو النابع الضار النافع وحده لا شريك لـه ، ولكن هؤلاء يشفعون لنا عنده ، فلما بلغ السجدة ، سجد وسجدوا معه ، فشاع الخبر أنهم صافوه ، وسمع بذلك من في الحبشة فرجعوا ، فلما أنكر ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، عادوا إلى أشر ما كانوا عليه ، ولما قالوا لـه : إنك قلت ذلك ، خاف من الله خوفاً شديدا عظيماً ، حتى أنزل الله عليه : (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ).
فمن فهم هذه القصة ، ثم شك في دين النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم يفرق بينه وبين دين المشركين . . فأبعده الله ، خصوصاً إن عرف أن قولهم : تلك الغرانيق العلى أنها الملائكة