المعتصم بالله مشرف القسم
الجنس : عدد المساهمات : 224 ــــــــعمر العضو(ه)ـــــــ : 34
| موضوع: سلسلة اسماء الله الحسنى و صفاته العلا . 3 الإثنين أغسطس 01 2011, 20:50 | |
| الدرس الثالث :
بسم الله الرحمـــــن الرحيــــــم
اسم الله الجليل " الرحمـــــــــن "
- قُلِ ادْعُواْ اللهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَـــنَ أَيًّا مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى..
- الرَّحْمَـــنُ * عَلَّمَ القُرْآنَ * خَلَقَ الإِنسَانَ * عَلَّمَهُ البَيَانَ *الشّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ * وَالنّجْمُ وَالشّجَرُ يَسْجُدَانِ "
فقد ورد اسم الجلالة " الرحمــن" في 45 موضع من القرآن اقترن في 6 منها باسمه الرحيم ولم يقترن بغيره في بقية المواضع.. و الرحمـــــــــن مشتق من الرحمة ، و معناها في اللغة هي الرقة والتعطف والشفقة , وهو مبني على المبالغة ومعناه ذو الرحمة الذي لا نظير له فيها ،
وهذا الاسم العظيم لا يثنى ولا يجمع ولا يسمى به أحد غيره بتاتا .
والرحمـــن هو من عمت رحمته الكائنات كلها في الدنيا و الآخرة سواء في ذلك المؤمن وغيره.. فهو بذلك يوصف بكثير الرحمة وهو اسم مقصور على الله وحده عز وجل ولا يجوز اطلاقا ان يطلق اسم
" رحمـــن " لاحد من الخلائق لغير الله تبارك و تعالى. وذلك لأن رحمتـــه سبحانه وتعالى وسعت كل شىء وهو ارحم الراحمين قال الله تعالى : { الحمد لله رب العالمين * الرحمـــن الرحيم ...} سورة الفاتحة
و قال الله تعالى ايضا (قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمـــــن ) فقرن بين اسمي الجلالة الله والرحمـــن بحيث كما ان لفظ الجلالة (الله ) لا يتسمى به غيره فكذلك اسم (الرحمــــــن ) العظيم المتعال يقتصر عليه وحده سبحانه
قال الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي ، فهذه الاسماء الحسنى : الرحمـــن الرحيم، والبر، الكريم، الجواد، الرؤوف، الوهاب... – كل هذه الأسماء تتقارب في معانيها، وتدل كلها على اتصاف الرب جل و علا، بالرحمة، والبر، والجود، والكرم، وعلى سعة رحمته ونعمه التي عمّ بها جميع الوجود بحسب ما تقتضيه حكمته. وخص المؤمنين منها بالنصيب الأوفر، والحظ الأكمل ,و الثواب الأعظم ..
*********************************
اسم الله الجليل " الرحيــــــــــم "
الرحيــــم في اللغة صيغة من صيغ المبالغة ، فَعِيلٌ بمعنى فاعلٍ كسَمِيعٌ بمعنى سامِع وقديرٌ بمعنى قادر ، والرحيـــم تدل على صفة الرحمة الخاصة ، والرحمة هنا بمعنى المغفرة وهي خاصة بالمؤمنين ، فالرَّحْمَنُ الرحيم بُنيت صفة الرحمة الأُولى على فَعْلاَنَ لأَن معناه الكثرة فرحمته وسِعَتْ كل شيء وهو أَرْحَمُ الراحمين ، وأَما الرَّحِيـــمُ فإِنما يذكر بعد الرَّحْمن لأن الرَّحْمن مقصور على الله عز وجل ، والرحيم قد يكون لغيره -ولكن اقل منزلة - فجيء بالرحيم معنى الرحْمَة لاختصاص المؤمنين بها ، كما في قوله تعالى : } وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيما ً{ [الأحزاب:43] ، وقال سبحانه : } نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ً{ [الحجر:49] ، وقال عبد الله بن عباس رضى الله عنه :
هما اسمان رقيقان أَحدهما أَرق من الآخر .
الله جل جلاله الرَّحِيمُ
اسم الله الرحيــــم تحققت فيه شروط الإحصاء ، فقد ورد في القرآن والسنة مطلقا معرفا ومنونا ، مرادا به العلمية ودالا على الوصفية وكمالها ، واسم الله الرحيـــــم اقترن باسمه الجليل الرحمن كما تقدم في ستة مواضع من القرآن ، وغالبا ما يقترن اسم الله الرحيم بالتواب والغفور والرءوف والودود والعزيز ، وذلك لأن الرحمة التي دل عليها الرحيــــم رحمة خاصة تلحق المؤمنين ، فالله عز وجل رحمته التي دل عليها اسمه الرحمن شملت الخلائق في الدنيا ، مؤمنهم وكافرهم وبرهم وفاجرهم ، لكنه في الآخرة رحيم بالمؤمنين فقط .
ومما ورد في الدلالة على ثبوت اسم الله الرحيــــــم قوله تعالى : ( تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيــــــم )
[فصلت:2] ، وقوله : ( سَلامٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيـــــمٍ ) [يّس:58] ، وكذلك قوله تعالى : ( نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيــــــــــمُ ) [الحجر:50].
أما أدلة السنة فمنها ما رواه البخاري من حديث أَبِى بَكْرٍ الصديق رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم : عَلِّمْنِي دُعَاءً أَدْعُو بِهِ فِي صَلاَتِي ، قَالَ : ( قُلِ اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا وَلاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ ، وَارْحَمْنِي ، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) ، وعند أبي داود وصححه الألباني من حديث عبد الله بنِ عُمَرَ رضي الله عنه قَالَ : ( إِنْ كُنَّا لَنَعُدُّ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَجْلِسِ الْوَاحِدِ مِائَةَ مَرَّةٍ : رَبِّ اغْفِرْ لِي وَتُبْ عَلَىَّ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيــــــــــمُ ).
خلاصة :
الرحمن الرحيم: هما إسمان مشتقان من الرحمة ، والرحمة فى الأصل رقة فى القلب تستلزم التفضل والإحسان ، وهذا جائز فى حق العباد ان يتفضل عليهم بالاحسان و العطف ، ولكنه محال فى حق الله سبحانه وتعالى فهو الله رب العرش العظيم، والرحمة تستدعى مرحوما .. ولا مرحوم إلا محتاج ، والرحمة منطوية على معنين :الرقة .. والإحسان ، فركز تعالى فى طباع الناس الرقة وتفرد بالإحسان . ولا يطلق الرحمن إلا على الله تعالى ، إذ هو الذى وسع كل شىء رحمة ، والرحيم تستعمل فى غيره وهو الذى كثرت رحمته ، وقيل أن الله رحمن الدنيا ورحيم الآخرة ، وذلك أن إحسانه فى الدنيا يعم المؤمنين والكافرين ، ومن الآخرة يختص بالمؤمنين ، اسم الرحمن أخص من اسم الرحيم ، والرحمن نوعا من الرحمن ، وأبعد من مقدور العباد ، فالرحمن هو العطوف على عباده بالإيجاد أولا .. وبالهداية الى الإيمان وأسباب السعادة ثانيا .. والإسعاد فى الآخرة ثالثا ، والإنعام بالنظر الى وجهه الكريم رابعا . الرحمن هو المنعم بما لا يتصور صدور جنسه من العباد ، والرحيم هو المنعم بما يتصور صدور جنسه من العباد. | |
|
ماي لايف المدير العام
الجنس : عدد المساهمات : 417 ــــــــعمر العضو(ه)ـــــــ : 33
| موضوع: رد: سلسلة اسماء الله الحسنى و صفاته العلا . 3 الثلاثاء أغسطس 02 2011, 17:14 | |
| | |
|
عبودالطيوب عضو جديد
عدد المساهمات : 54
| موضوع: رد: سلسلة اسماء الله الحسنى و صفاته العلا . 3 الأربعاء أغسطس 03 2011, 15:49 | |
| بارك الله فيك موضوع يستحق التثبيت | |
|
redtiger المشرف العام
الجنس : عدد المساهمات : 685 ــــــــعمر العضو(ه)ـــــــ : 35
| موضوع: رد: سلسلة اسماء الله الحسنى و صفاته العلا . 3 الأربعاء أغسطس 10 2011, 03:10 | |
| | |
|
برشلوني العالمي عضو جديد
الجنس : عدد المساهمات : 15
| موضوع: رد: سلسلة اسماء الله الحسنى و صفاته العلا . 3 الأربعاء أغسطس 10 2011, 15:42 | |
| يعطيك العافية على الموضوع الجميل والمفيد
جزاك الله خير ا يا اخي
تقبل مروري | |
|
salma عضو نشيط
الجنس : عدد المساهمات : 72 ــــــــعمر العضو(ه)ـــــــ : 30
| موضوع: رد: سلسلة اسماء الله الحسنى و صفاته العلا . 3 الأربعاء أغسطس 10 2011, 18:00 | |
| | |
|